إن رسالتنا في الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم قائمة على تحقيق أهداف الجمعية المعلنة، وأهمها: التعريف بالمنجزات العلمية العربية الإسلامية؛ وتوثيق الروابط العلمية بين المهتمين بتاريخ العلوم. وتتسع رؤيتنا لهذه الظاهرة لتشمل بيان دور الحضارة العربية الإسلامية في: إيجاد وتشكل وتكوين ظاهرة تاريخ العلم؛ كإنجاز علمي من جملة إنجازاتها العلمية والحضارية.
إن إبراز هذا المنتج العلمييقتضي إعادة تقييم إنجازاتنا العلمية، وبيان دورنا الحضاري. وهذا، بدوره، يقتضي ترميم شخصيتنا الحضارية، وتحرير وعينا المستلب، وتناول ظاهرة تاريخ العلم بمناهجنا وأساليبنا العلمية وليس بإراء ومناهج المستشرقين.
إن رؤيتنا في الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم تقوم على الدعوة إلى إعادة رسم مناهج الدراسة في مدارسنا وجامعتنا، والعمل على توظيف إنجازتنا العلمية في هذه المناهج، وليس الاكتفاء بعرضها في الدراسات التاريخية، التي لم تأخذ مكانها في المناهج الدراسية بعد. فرؤيتنا تقتضي إخراج إنجازتنا العلمية من حالة التحنيط التاريخي إلى حالة الفعل المنهجي والتوظيف العلمي والتداول المعرفي.
بهذا نستطيع المساعدة في ترميم الشخصية الحضارية لمؤسساتنا التربوية والتعليمية والثقافية، وتخليصها، بل انعتاقها من التبعية الغربية؛ وبنفس الوقت نعيد تصميم ورسم الشخصية الحضارية العربية الإسلامية لأبنائنا من الطلاب ومنتسبيها من العاملين بالتدريس والمثقفين على اختلاف مشاربهم وانتمائاتهم.
إننا في الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم، نتطلع إلى اليوم الذي يعرف فيه طلاب العمارة، على سبيل المثال، أن المفاهيم الأساسية في التصميم المعاري: كمنهجيات التصميم، ونظريات التصميم البيئ، والوظيفية، والاستعمال، والخصوصية، والوقاية، وحقوق الارتفاق، والمتطلبات النفسية والاجتماعية، وأحكام البنيان، والمفاهيم الفنية، ونظريات التخطيط العمراني، وبالجملة كل نظريات العمارة تأسست وتمأسست في العمارة العربية الإسلامية.
كما نتطلع إلى تعريف طلاب العلوم والهندسة أن نظريات الخازن (المتوفى512هـ/1118م) في الحركة والميكانيكا والجاذبية، هي الأساس الذي قامت عليه قوانين العالم الإنجليزي نيوتن (1642-1727م). وكذلك ميكانيكا السوائل والوزن النوعي الذي وضع أساسها العلماء العرب كالخازن، والرازي (المتوفى 313هـ-925م) والخوارزمي (المتوفى 404هـ-1048م) وغيرهم.
وبالجملة فإن رؤيتنا قائمة عل تعريف أبناء الحضارة العربية الإسلامية بجميع إنجازتنا العلمية في جميع حقول المعرفة. وكذلك تعريفهم أن النهضة الأوربية قامت على إنجازات العلماء العرب والمسلمين. كما تتبنى الجمعية محاولة استنهاض وعيهم المستلب، وحثهم على استكمال دور أسلافهم من العلماء لاستعادة مكاننا الحضاري، دورنا الريادي، في هذا العالم القائم على العلم.
ونأمل في الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم من جميع المهتمين والمعنيين من أبناء حضارتنا مساعدتنا في تحقيق تطلعاتنا ورؤانا.
رئيس الجمعية
الدكتور بديع العابد